تشهد السينما المصرية تطوراً مستمراً في تقديم أعمال كوميدية جديدة ومبتكرة تجذب المشاهدين من مختلف الفئات العمرية، وتعكس روح الدعابة والواقع المصري بأسلوب ممتع وخفيف. من بين الأفلام التي حازت على إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء، ظهر مؤخراً فيلم كوميدي جديد نجح في أن يصبح حديث الشارع والمجتمع السينمائي. استطاع هذا الفيلم أن يجمع بين مواقف طريفة وحوارات ساخرة، مع لمسة من النقد الاجتماعي الذي يعكس بعض التحديات والقضايا التي يواجهها الأفراد في حياتهم اليومية، مما جعله قريباً من قلوب المشاهدين ويترك أثراً عميقاً رغم طابعه الكوميدي.
الفيلم يحمل عناصر جاذبة تتمثل في حبكة متقنة مليئة بالمواقف المفاجئة والشخصيات التي تجمع بين الأصالة والطرافة، حيث ينجح المخرج في تقديم رؤية متكاملة بأسلوب حديث يتماشى مع تطلعات الجمهور المعاصر. يتناول الفيلم مغامرات كوميدية لأبطال يجدون أنفسهم في مواقف حرجة وساخرة في آن واحد، لتنتج عنها لحظات مليئة بالضحك والتشويق. كما يتميز العمل بمشاركة كوكبة من النجوم المعروفين بإتقانهم للأدوار الكوميدية، إلى جانب وجوه جديدة أضافت روحاً مميزة وحيوية إلى الأحداث.
إن النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم يعكس قدرة السينما المصرية على الاستمرار في إنتاج أعمال ممتعة وذات جودة عالية، تجعل الجمهور يتشوق للمزيد من الإصدارات. ويعد هذا الفيلم إضافة قيّمة لسلسلة الأفلام الكوميدية الناجحة التي تثري الثقافة والترفيه، مؤكداً أن الفن المصري لا يزال قادراً على جذب انتباه الجماهير وتحقيق إيرادات مميزة في شباك التذاكر.
قصة الفيلم
يستهدف فيلم "إكس مراتي" إشاعة جو من التسلية والضحك وسط المتفرجين عبر عمل خفيف ينتمي إلى نوعية الـ"لايت كوميدي"، ولكن المشكلة أنه جاء متعجلًا، سريع التجهيز.
يظهر ذلك جليًّا بسبب وقوعه بسلسلة من الأحداث غير المنطقية، فضلًا عن أن قصته مقتبسة من فيلم أمريكي شهير، من دون إشارة إلى العمل الأصلي.
الفيلم الذي يُعرض حاليًّا بمصر، ونجح في إزاحة "أولاد رزق – القاضية" عن عرش الإيرادات، يلعب بطولته هشام ماجد ومحمد ممدوح وأمينة خليل، وإخراج معتز التوني، وتأليف كريم سامي وأحمد عبد الوهاب.
يحكي الفيلم قصة مجرم خطر يتوقف قرار خروجه من السجن على مدى حسن سيرته وسلوكه، وهو ما يتطلب تقريرًا من الطب النفسي يثبت مخاوف السلطات أو ينفيها بأن يكون تحسن سلوكاته ومواظبته على الصلاة مجرد ادعاءات ظاهرية لجلب التعاطف.
يتعاطف معه الطبيب، ويصدر تقريره بوجود تغير في سلوكه، ولكن الطبيب لا يكتفي بذلك، بل يصطحبه معه إلى منزله ليقيم معه مدة من الوقت.
تقوم الحبكة على مفارقة درامية تتمثل في أنّ طليقة المجرم وأم ابنه هي نفسها زوجة الطبيب التي كذبت عليه، وأوهمته أن زوجها السابق كان قنصلًا لمصر في النمسا.
والملاحظ أن تلك العلاقة العجيبة التي تنشأ بين طبيب نفسي يتسم بالسذاجة وطيبة القلب ورهافة المشاعر وقلة التجربة، وبين مجرم عتيد، قاسٍ، فظ، صاحب تجارب في السجن والحياة هي نفسها التي أسست جوهر الصراع الدرامي في الفيلم الأمريكي المعروف Analyze This أو "حلّل هذه"، إنتاج 1999.
وعلى حين استطاع روبرت دي نيرو وبيلي كريستال تجسيد أحد أكثر الأعمال براعة من حيث الكوميديا القائمة على تناقضات صارخة نابعة من الموقف، اكتفى هشام ماجد ومحمد ممدوح بعدد من "الإفيهات" و"المبارزات الكلامية" دون استثمار حقيقي لطبيعة الشخصية أو المفارقات الدرامية.
امتلأ السيناريو بأحداث غير منطقية أو مفهومة لا يمكن أن تقنع أحدًا، فما الذي يجعل طبيبًا ثريًّا يأوي قاتلًا عتيدًا في فيلته؟ وكيف انطلت عليه خدعة الأصل المتواضع لزوجته بهذه السهولة المريبة؟ ولماذا يبدو مفرط السذاجة، إلى حد البلاهة، في نظرته إلى الناس والعالم من حوله؟
وهل من المنطقي أن يضحي المجرم بحريته، ويزعم مسؤوليته عن جريمة جديدة في نهاية الأحداث حتى ينقذ الطبيب من السجن لتأتي النهاية السعيدة سريعُا؟
وجاء أداء أمينة خليل لشخصية زوجة الطبيب باهتُا بلا ملامح، فلا هي ظهرت فتاةً من طبقة شعبية، ولا هي بدت من فئة راقية، ولا نعرف على وجه الدقة هل هي امرأة تحترف الغش أم مجرد أم أجبرتها الظروف على الكذب والاحتيال؟
ولجأ صناع العمل إلى الحيلة التقليدية المتمثلة في جعل طرفي الصراع يجدان أرضية مشتركة تتمثل في إنقاذ ابن زوجة الطبيب من عصابة اختطفته انتقامًا من والده، ليدخل المجرم العتيد في مونولوج بدا غير مقنع، ولم يحقق هدفه في التأثير الإنساني على المتفرج، حول أشكال القسوة والحرمان التي صادفها في طفولته.
تحميل الفيلم
يمكنك ان تقوم بمشاهدة وتحميل الفيلم بكل سهولة من خلال الضغط هنا.