شهدت الساحة التشريعية المصرية تطورًا كبيرًا خلال الأيام الماضية بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعديل قانون الإيجار القديم، الذي طال انتظاره وأثار الكثير من الجدل والمناقشات على مدار السنوات السابقة.
ويأتي هذا التعديل في إطار جهود الدولة لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر بشكل أكثر عدالة، وإنهاء التشوهات المتراكمة منذ عقود في سوق الإيجارات العقارية، خاصةً المتعلقة بالوحدات المؤجرة للأغراض السكنية قبل عام 1996.
القانون الجديد يحمل في طياته فرصًا جديدة للمستأجرين من جهة، وحلولًا عادلة للمالكين من جهة أخرى، كما يتضمن طرح وحدات بديلة للمتضررين من إنهاء عقود الإيجار، مما يجعل من الضروري فهم تفاصيل القانون وخريطة التحرك القادمة.
في هذا المقال، سنتناول شرحًا مبسطًا وواضحًا للقانون الجديد، وطرق الاستفادة منه، وكيفية التقديم على الوحدات البديلة، إلى جانب مميزات وعيوب التعديل التي تهم كل من المالك والمستأجر.
شرح القانون
أ. ما هو تعديل قانون الإيجار القديم 2025؟
التعديل الجديد لقانون الإيجار القديم يشمل الوحدات السكنية المؤجرة للأشخاص الطبيعيين التي ما زالت تخضع لقانون الإيجار القديم، ويهدف إلى:
تحرير العلاقة الإيجارية بشكل تدريجي.
إنهاء عقود الإيجار القديمة بعد مهلة محددة (مدة تنفيذ القانون).
توفير بدائل سكنية للمستأجرين المتضررين بأسعار مناسبة وبأنظمة دفع مرنة.
إعادة ضبط سوق العقارات وخلق عدالة اجتماعية بين المالك والمستأجر.
ب. كيفية تقديم طلب للحصول على وحدة بديلة؟
بحسب ما نُشر في المواقع الرسمية والمصادر الإخبارية، سيتم تخصيص وحدات بديلة للمستأجرين الذين سيخرجون من وحداتهم نتيجة إنهاء العلاقة الإيجارية. ويمكن التقديم على تلك الوحدات من خلال:
1. بوابة وزارة الإسكان أو صندوق الإسكان الاجتماعي.
2. إدخال بيانات المستأجر المتضرر.
3. إثبات عقد الإيجار القديم.
4. تحديد مكان الوحدة المراد الحصول عليها حسب المحافظة.
5. اختيار نظام السداد المناسب.
تقوم الدولة بتوفير عدة اختيارات من حيث المساحة، والمكان، ونظام الدفع لتناسب الفئات المختلفة.
ج. موعد تنفيذ القانون:
القانون تم التصديق عليه رسميًا في 4 أغسطس 2025.
يتم منحه مهلة 5 سنوات انتقالية تبدأ من تاريخ النشر في الجريدة الرسمية.
بنهاية هذه الفترة، يتم إنهاء جميع عقود الإيجار القديمة وتنفيذ بنود القانون بشكل كامل.
مميزات وعيوب القانون
✅ مميزات قانون الإيجار القديم الجديد:
1. إعادة التوازن للسوق العقاري:
يضع حدًا للخلل الكبير الذي ظل لعقود في العلاقة بين المالك والمستأجر، حيث كان بعض المستأجرين يدفعون مبالغ زهيدة مقابل وحدات في مواقع مميزة.
2. حماية حقوق الطرفين:
يضمن القانون فترة انتقالية كافية (5 سنوات) تُمكن المستأجر من ترتيب أوضاعه دون طرد مفاجئ.
كما يمنح المالك الحق في استعادة ملكه.
3. طرح وحدات بديلة بأسعار مناسبة:
الحكومة وفّرت خطة مدروسة لطرح وحدات بديلة بأسعار مدعومة.
4. اختيارات متنوعة للدفع:
دفع نقدي مرة واحدة.
تقسيط على سنوات.
دعم من جهات تمويلية بشروط ميسّرة.
5. تشجيع الاستثمار العقاري:
القانون يسهم في فتح المجال أمام تجديد وتطوير العقارات القديمة بعد إخلائها.
❌ عيوب قانون الإيجار القديم الجديد:
1. قلق المستأجرين من فقدان السكن:
رغم وجود وحدات بديلة، يخشى البعض عدم توفر وحدة مناسبة أو عدم القدرة على تحمل تكلفة الانتقال.
2. تحديات في التنفيذ:
تطبيق القانون يتطلب تعاونًا بين عدة جهات حكومية لضمان توفير البدائل وضبط السوق.
3. عدم وضوح بعض التفاصيل:
لا تزال بعض البنود غير واضحة، مثل آلية التقييم المالي للوحدات البديلة، أو مصير الوحدات غير الرسمية.
4. محدودية الوحدات في بعض المناطق:
قد لا تتوفر وحدات بديلة بنفس جودة أو موقع السكن الأصلي، مما يُشكل عبئًا على الأسر المتضررة.
5. التأثير الاجتماعي والنفسي:
بعض العائلات تقطن نفس المنزل منذ عشرات السنين، وفكرة الرحيل عنها تؤثر نفسيًا على أفرادها.
الخلاصة
تعديل قانون الإيجار القديم يُعد خطوة شجاعة في مسار الإصلاح العقاري والتشريعي في مصر، ويمثل محاولة جدية لإعادة ضبط العلاقة بين المالك والمستأجر بما يحقق العدالة للطرفين.
ومع طرح الدولة وحدات بديلة وتسهيلات في التقديم والسداد، فإن الحكومة تحاول تخفيف الأعباء عن المستأجرين، مع الحفاظ على حقوق الملاك.
إذا كنت أحد المتأثرين من تعديل القانون، فمن الضروري أن تبدأ مبكرًا في تجهيز الأوراق المطلوبة والتقديم على البدائل المتاحة فور فتح باب التقديم الرسمي.
القانون لن يُنفذ بشكل مفاجئ، بل أمامك خمس سنوات للترتيب، وهي فترة كافية للاستفادة من الفرص التي توفرها الدولة.