يُعد فيلم **Thunderpants** من الأفلام البريطانية الكوميدية الغريبة التي تركت بصمة خاصة في ذاكرة من شاهدوه، خاصة من فئة الأطفال واليافعين. صدر الفيلم عام 2002، من إخراج بيتر هويت وكتابة فيل هيوز، ويمتاز بمزيج من الكوميديا الفانتازية التي تعتمد على فكرة غير تقليدية لكنها طُرحت بأسلوب طفولي بسيط جعل منها مادة ممتعة وخفيفة.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول صبي صغير يُدعى "باتريك سماش"، وُلد بقدرة غير عادية تتمثل في إطلاق الغازات بشكل متكرر وبقوة مفرطة. هذا "العيب" الغريب جعله موضع سخرية في المدرسة والمجتمع، مما أثر سلبًا على علاقاته بالناس وأدى إلى عزله. إلا أن هذه القدرة العجيبة تصبح فيما بعد مصدر فخر وقوة عندما يكتشف صديقه العبقري "آلان أ. ألين"، الذي يعاني من فقدان حاسة الشم، أن هذه الطاقة يمكن تسخيرها لأغراض علمية غير مسبوقة.
يتعاون الصديقان ويصممان سروالاً خاصاً يُدعى "Thunderpants" يمكنه احتواء هذه الطاقة وتوجيهها، مما يقود باتريك لاحقًا إلى الانضمام إلى وكالة الفضاء! نعم، ففي حبكة كوميدية غير متوقعة، تتحول مشكلته الصحية الغريبة إلى أداة إنقاذ للبشرية، حين يُطلب منه استخدام قواه في مهمة فضائية مصيرية.
الجانب الإبداعي والرسالة
على الرغم من أن الفكرة تبدو بسيطة وساذجة من الوهلة الأولى، إلا أن الفيلم يحمل رسائل عميقة يمكن استخلاصها، خاصة للأطفال والمراهقين. يعكس **Thunderpants** فكرة تقبّل الذات والتصالح مع العيوب التي قد نراها مزعجة أو محط سخرية، لكنها قد تكون مفتاح النجاح والتميز إذا أُحسن استغلالها. كما يُبرز أهمية الصداقة والدعم المتبادل، حيث أن آلان، رغم حالته الخاصة، آمن بقدرات باتريك وسانده في تحويل نقطة ضعفه إلى مصدر قوة.
التمثيل والممثلون
قام بدور "باتريك سماش" الممثل الصغير آنذاك **بروس كوك**، والذي قدّم أداءً مقنعًا جمع بين البراءة والطرافة. بينما لعب دور الصديق الذكي "آلان" النجم **روبرت غرينت**، المعروف بدوره في سلسلة أفلام هاري بوتر كـ"رون ويزلي". وجود غرينت أضاف بعدًا خاصًا للفيلم، خصوصًا لجمهور محبي عالم هاري بوتر. كذلك، شارك في الفيلم عدد من الممثلين المعروفين مثل **نيد بيتي** و**بول جياماتي**.
تقييم الفيلم واستقباله
تلقى الفيلم آراء متباينة من النقاد. فبينما رأى البعض أنه فيلم طفولي سخيف يعتمد على النكت الجسدية (مثل الغازات)، اعتبره آخرون تجربة منعشة وخفيفة تصلح لفئة عمرية معينة. قد لا يكون مناسبًا للكبار الباحثين عن سينما عميقة، لكنه بالتأكيد فيلم مسلٍ للأطفال ويقدم لهم جرعة من الضحك والمغامرة والخيال.
من الجدير بالذكر أن الفيلم لم يُحقق نجاحًا تجاريًا واسعًا، لكنه نال نوعًا من "العبادة الجماهيرية" أو ما يُعرف بـ "cult following" من قبل بعض المشاهدين الذين ارتبطوا به بسبب طرافته واختلافه عن بقية أفلام الأطفال.
مشاهدة الفيلم
في النهاية، يمكن القول إن فيلم **Thunderpants** ليس مجرد عمل كوميدي للأطفال، بل تجربة سينمائية فريدة تجمع بين الخيال والمرح والرسائل التربوية بطريقة غير تقليدية. فعلى الرغم من غرابة الفكرة الأساسية المتمثلة في فتى يمتلك قدرة خارقة على إطلاق الغازات، فإن الفيلم ينجح في إيصال رسالة مهمة عن تقبّل الذات وعدم الاستسلام للسخرية أو التنمر. كما يُظهر كيف يمكن لأي عيب أن يتحول إلى مصدر فخر وتميّز إذا تم توجيهه بالشكل الصحيح. أداء الممثلين، خاصة الطفل بروس كوك وروبرت غرينت، أضاف أبعادًا إنسانية وشخصية مرحة جذبت المشاهدين الصغار. ومع أن الفيلم لم يحقق شهرة كبيرة على المستوى العالمي، إلا أنه ترك أثرًا في قلوب من شاهدوه وهم في سن الطفولة. Thunderpants هو تذكير جميل بأن الاختلاف ليس عيبًا، بل قد يكون المفتاح لتحقيق أشياء عظيمة. إنه فيلم بسيط بفكرة مجنونة، لكنه مليء بالقيم والضحكات في آنٍ واحد. لمشاهدة الفيلم اضغط هنا