أفلام "coming-of-age" الخيالية (أي الأفلام التي تمزج بين نمو المراهق والتغيّرات الخارقة أو الغامضة) غالبًا ما تجذب الانتباه لأنها تسمح بالتعبير الرمزي عن الصراعات التي يمر بها المراهقون: الهوية، القبول، التغير الجسدي، والقلق من المستقبل. في هذه الفئة يقع فيلم The Thirteenth Year الذي أنتجته قناة ديزني عام 1999، والذي يستخدم موضوع التحول الجسدي الخيالي (أن يتحوّل الطفل إلى نصف إنسان، نصف مخلوق بحري — “ترِيتون” أو “merman”) كرمزية أو كخلفية لتجربة الشباب عند الوصول لسن البلوغ، ومع كل ما يصاحبه من تغييرات نفسية، اجتماعية وعاطفية.
الفيلم يمزج الكوميديا، المغامرة، بعض الرومانسية البريئة، والعناصر العائلية، ما يجعله مناسبًا لفئة المراهقين والأسر. كما أنه يقدم قصة ليست “خيالية بحتة” بل تحمل رسائل حول قبول الذات، الصداقة، ودور العائلة. في هذا المقال، سنقوم بشرح الفيلم، مميزاته، تحليل نقاط القوة والضعف، والخلاصة لتقييم ما إذا كان يستحق المشاهدة وما الذي سيجنيه منه المشاهد.
شرح الفيلم (القصة والمحتوى)
العنوان الأصلي: The Thirteenth Year
سنة الإنتاج والعرض: 1999، هو فيلم أصلي لقناة ديزني التلفزيونية.
المدة: حوالي 95 دقيقة.
الشخصيات الأساسية:
كودي غريفين (Cody Griffin)، الفتى المعتمد الذي يبدأ يشعر بتغيّرات غريبة في جسمه بعد بلوغه الثالثة عشر.
جيس ويثلِي (Jess Wheatley)، زميله في المدرسة وخبير في علم الأحياء البحرية، يصبح صديقه ويساعده في فهم التغيرات التي يمرّ بها.
سامانثا (Sam / Samantha)، صديقته، التي تحبّه وتتعلّق به، وتكون جزءًا من الصراع حين تبدأ التغيرات تظهر عليه.
الأسرة المتبنية: والده ووالدته بالتبني (Whitt وSharon Griffin) الذين يحبونه ويحاولون دعمه رغم الخوف من التغيرات التي يمرّ بها.
Big John Wheatley، الصياد المهووس بالأساطير البحرية، الذي تطارد فكرة وجود حوريات البحر؛ وهو والد جيس.
الحبكة:
الفيلم يبدأ بمشهد من الماضي: أن فتاة-حورية تترك رضيعها على قارب لعائلة بشرية لتجنّب أن تُقبض عليها. الطفل يُدعى كودي ويتبنّاه الزوجان البشريان. ينشأ كودي في مجتمع بحري تقريبًا، والسباحة جزء من حياته؛ يصبح ضمن فريق السباحة المدرسي، لديه صديقة تُدعى سام، ويعيش حياة مراهقة عادية إلى حد كبير.
في يوم عيد ميلاده الثالث عشر، تبدأ الأمور تتغير: يشعر بالعطش الشديد، منعه من السيطرة على التفاعلات عند ملامسة الماء، تظهر عليه أعراض غريبة مثل التصاق الأشياء بيده، ظهور القشور (scales) عندما يبتل، قدرات غير عادية مثل السباحة بسرعة، التحدث إلى الأسماك، مقاومة البقاء تحت الماء لفترات طويلة، وغير ذلك.
يحاول جيس مساعدته عبر اختبارات علمية بسيطة لمعرفة ما الذي يحصل لكودي، ويكتشف أن كودي في طريقه لأن يتحول إلى مخلوق بحري (merman). أسرة كودي المتبنية تكتشف بعض التغيرات وتحاول حمايته، لكن كودي يشعر بالرغبة في معرفة جذوره، والتواصل مع والدته البيولوجية التي هي حورية بحر.
تتداخل الأحداث بين الصراع الداخلي لكودي لقبول التغير، الصراع الاجتماعي (كيف سيتعامل الأصدقاء، سام، زملاء المدرسة إذا عرفوا)، والصراع مع Big John الذي يريد إثبات وجود الحوريات، مما يجعل الأمور تأخذ منعطفًا دراميًا. في النهاية، يحدث مواجهة: يتم القبض على والدة كودي الحورية بواسطة شبكة صيد، وكودي يريد إنقاذها، هذه اللحظة تحمل مخاطرة كبيرة، وهناك مشاهد مؤثرة من التضحية والشجاعة.
في النهاية، كودي يتحول تمامًا إلى مخلوق بحري (merman)، ويقرر أن يذهب مع والدته الحورية (في ما يبدو أنه حياة تحت الماء) لكنه لا يترك الخلفيات الشخصية تمامًا: هناك وعد بأنه سيعود قبل بداية الدراسة وأنه سيبقى على تواصل مع الأسرة والأصدقاء.
مميزات الفيلم
الفيلم يحتوي على عدة مميزات تجعل منه تجربة مشاهدة ممتعة ومفيدة، خاصّة لفئة المراهقين والعائلات:
1. رمزية التحول والنمو
التغيّرات الجسدية لكودي ليست مجرد خيال، بل ترمز إلى التغيرات التي يمرّ بها المراهق عند البلوغ: الخجل من التغيرات الجسدية، الخوف من أن لا يكون “طبيعيًا”، القلق من أن يكتشف الآخرون سره، والرغبة في الانتماء. هذا العنصر الرمزي يجعل الفيلم قابلاً للتعاطف من قِبل من هم في سن المراهقة أو من سبقهم.
2. العمل على الصداقة والولاء
الصداقة بين كودي وجيس تظهر كيف أن الصديق الحقيقي لا يتهكّم ولا يجعلك تخجل من نفسك، بل يساعدك على مواجهة مخاوفك. جيس هنا دور مساعد، والي الجانب العلمي، لكنه أيضًا داعم عاطفي. هذا يعطى بعدًا إيجابيًا يُمكن أن يُلهم الشباب في الواقع.
3. أهمية العائلة والحب الغير مشروط
بالرغم من أن كودي متبنّى، والوالدان المتبنيان ليسا “بيولوجيين”، لكنهما يحايِناه، يحاولان حمايته، ويفهمان مخاوفه قدر الإمكان. وهذا يعطي رسالة إيجابية عن أن العائلة ليست فقط من ينجبك بيولوجيًا، بل من يحبك ويرعاك.
4. المغامرة والتشويق ضمن إطار آمن
التغيرات الغريبة، القدرة على التحدث مع الكائنات البحرية، المواجهة مع قوى مثل الصياد المهووس، كلها تعطي الفيلم بعدًا مغامريًا مثيرًا، لكن دون أن يكون مرعبًا جدًا أو يحتوي على محتوى غير مناسب للأطفال. القصة متدرجة وصبورة في الكشف عن الأحداث، مما يجعل المشاهد مرتبطة بالتطور الداخلي للشخصية الأساسية.
5. رسالة قبول الذات والتفرّد
كودي يتعلم أن يكون نفسه، لا يحاول إخفاء التغيرات، وأن هذه التغيرات ليست ذنبًا بل جزء من هويّته. رسالة مهمة في زمن كثير من المراهقين يشعرون بالضغط الاجتماعي أن يكونوا “طبيعيين”.
6. مقارنات جيدة ضمن إنتاج ديزني التلفزيوني
الفيلم يُعتبر من الأفلام الأصلية لقناة ديزني التي لاقت قبولًا جيدًا؛ في تقييمات المشترين والمشاهدين يُشار إليه كواحد من أفلام “DCOM” (Disney Channel Original Movies) المميزة.
الخلاصة
فيلم The Thirteenth Year ليس فيلمًا عميقًا جدًا أو معقدًا من الناحية الفنية، لكنه يقدم تجربة مشوقة وممتعة، خصوصًا لمن هم في مرحلة المراهقة أو من يهتم بأفلام الخيال والكائنات البحرية. إن كنت تبحث عن فيلم يُناسب المشاهدة العائلية، يحتوي على رسالة تربوية، مع قليل من الكوميديا والدراما، فهذا الفيلم اختياري ممتاز.
من جهة أخرى، قد لا يرضي الذائقة من يبحث عن أفلام ذات إنتاج سينمائي متقدم، أو أحداث متشابكة جدًا؛ فالفيلم بسيط، بعض المشاهد قد تكون متوقعة، وأحيانًا الأداء التمثيلي ليس في القمّة، لكن هذا أيضًا جزء من طابع أفلام القناة التلفزيونية في تلك الحقبة: يُركّز على الرسالة والتجربة أكثر من الإبهار الفني.
إذا كنت ممن يستمتعون بالخيال والأساطير، أو يحبّون قصص التحوّل والنمو مع بعد عائلي ودعم من الأصدقاء والعائلة، فمشاهدة The Thirteenth Year ستكون تجربة إرضائية. إنها تذكير بأن الشخص قد يكون مختلفًا، لكن هذا ليس عيبًا، بل جزء من الهوية، وأن الدعم الحقيقي يأتي من القبول والمحبة.