يُعتبر التعليم حجر الأساس لأي نهضة حقيقية، وهو الاستثمار الأجمل الذي يمكن أن يترك بصمة عميقة في حياة الأفراد والمجتمعات. ومن هذا المنطلق، ظهرت مبادرات أكاديمية بارزة في العالم العربي تهدف إلى دعم الطلاب الطموحين وتزويدهم بالفرص التي تفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتميز. ومن بين هذه المبادرات المضيئة تبرز منحة محمد فاروق للتميز الأكاديمي، التي أُطلقت بدعم من رجل الأعمال المصري المرموق محمد فاروق، رئيس مجلس إدارة NextEra Education والرئيس التنفيذي لشركة Mobica.
تأتي هذه المنحة لتعكس رؤية فاروق الواضحة بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من التعليم، وأن بناء المستقبل يتطلب شبابًا قادرين على الابتكار وصناعة التغيير. وبدعمها الكامل لطلاب متميزين، تفتح المنحة أبوابًا واسعة أمامهم للانخراط في مجالات واعدة مثل إدارة الأعمال والعلاقات الدولية، داخل واحدة من الجامعات العالمية المرموقة وهي جامعة UCAM الإسبانية، التي تستعد لافتتاح مقرها الجديد في مصر ابتداءً من العام الأكاديمي 2025 – 2026.
في هذا المقال، سنأخذ القارئ في رحلة شاملة للتعرف على هذه المنحة المتميزة، وسنشرح تفاصيلها الجوهرية من خلال أربع خطوات رئيسية فقط، تبدأ من خلفية المنحة وأهدافها، مرورًا بالشروط الأكاديمية، ثم المميزات الاستثنائية التي تقدمها، وصولًا إلى آلية التقديم ومعايير الاختيار.
الخطوة الأولى: خلفية المنحة ورؤية مؤسسها
منحة محمد فاروق للتميز الأكاديمي لم تأتِ من فراغ، بل انطلقت من إيمان راسخ لدى مؤسسها بأن التعليم هو البوابة الحقيقية للتنمية والتغيير. محمد فاروق يُعتبر من أبرز رجال الأعمال المصريين الذين جمعوا بين النجاح الاستثماري والرؤية الاجتماعية، حيث يرى أن أعظم إنجاز يمكن أن يتركه الإنسان هو بناء جيل متعلم وقادر على المنافسة عالميًا.
من خلال مسيرته كرئيس لمجلس إدارة NextEra Education، وهي مؤسسة تهتم بتطوير التعليم وتبني الأفكار المبتكرة، وأيضًا من خلال قيادته لشركة Mobica، جسّد فاروق نموذجًا لرجل الأعمال الذي لا يكتفي بتحقيق النجاح المالي، بل يسعى لرد الجميل لمجتمعه. هذه المنحة هي انعكاس مباشر لهذه الفلسفة، إذ تستهدف دعم طلاب متميزين يرغبون في دخول عالم إدارة الأعمال أو العلاقات الدولية، وهما مجالان يشكلان ركيزة أساسية لصناعة مستقبل أفضل.
والشراكة مع جامعة UCAM الإسبانية تضيف قيمة مضاعفة لهذه المنحة، حيث تُعتبر الجامعة واحدة من المؤسسات الأوروبية الرائدة والمعتمدة عالميًا، التي تمتاز بجودة برامجها التعليمية وحداثتها، لتوفر للطلاب تجربة تعليمية متكاملة تُمكّنهم من التميز محليًا ودوليًا.
الخطوة الثانية: الشروط الأكاديمية والفئة المستهدفة
المنحة لا تفتح أبوابها لأي طالب فقط، بل تسعى إلى استقطاب العقول الطموحة التي تمتلك شغفًا حقيقيًا بمجال الدراسة. ولذلك وضعت شروطًا واضحة تضمن أن المستفيدين منها يتمتعون بالجدية والقدرة على الاستمرار.
من بين هذه الشروط أن يكون الطالب قد أنهى الثانوية العامة أو ما يعادلها بمعدل تراكمي لا يقل عن 70%، وهو معيار يضمن أن لدى المتقدم أساسًا أكاديميًا قويًا. بالإضافة إلى ذلك، يُشترط الالتزام بالاستمرار في دراسة نفس التخصص طوال فترة المنحة، مع المحافظة على معدل جامعي مرتفع لا يقل عن 3.2.
لكن ما يميز هذه المنحة أنها لا تقتصر على النظر إلى الدرجات وحدها، بل تُولي أهمية كبيرة للجانب الشخصي والإنساني للطالب. فهي تستهدف طلابًا لديهم شغف واضح بمجال ريادة الأعمال أو العلاقات الدولية، يظهر هذا الشغف من خلال أنشطة مختلفة مثل حضور مؤتمرات وورش عمل متعلقة، أو تنفيذ مبادرات ومشاريع شخصية، أو حتى المشاركة في الأعمال التطوعية والأنشطة المجتمعية. وبهذا تجمع المنحة بين الجدارة الأكاديمية وروح المبادرة، لتصنع قادة مستقبليين متكاملين.
الخطوة الثالثة: المميزات الاستثنائية للمنحة
إذا كانت الشروط تعكس جدية المنحة، فإن المميزات التي تقدمها تجعلها واحدة من أقوى المبادرات التعليمية في المنطقة. وأول هذه المميزات هو أنها تغطي 100% من الرسوم الدراسية، وهو دعم هائل يرفع العبء المادي عن الطالب وأسرته، ويمنحه حرية كاملة للتركيز على دراسته وتطوير نفسه.
لكن القيمة الحقيقية لا تقتصر على التمويل، بل تمتد لتشمل دعمًا إرشاديًا من خبراء وأساتذة متخصصين، يساعدون الطالب على وضع خطط مستقبلية واضحة، وتطوير مهاراته العملية والأكاديمية. كذلك توفر المنحة فرصًا لحضور ورش عمل متخصصة، مؤتمرات محلية ودولية، وبرامج تدريبية تُعزز الخبرة العملية للطالب.
ومن أبرز ما يميز المنحة أيضًا هو الوصول إلى شبكة واسعة من رواد الأعمال والخبراء، ما يفتح الباب أمام تكوين علاقات مهنية قوية، يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمشاريع مستقبلية أو شراكات استراتيجية. وهذا البُعد الاجتماعي والمهني للمنحة يجعلها تتجاوز مجرد دعم أكاديمي، لتصبح منصة لبناء مستقبل متكامل.
الخطوة الرابعة: آلية التقديم ومعايير الاختيار
للحصول على هذه المنحة المتميزة، وضعت الجهة المانحة خطوات واضحة ومنظمة تضمن العدالة والشفافية في الاختيار. تبدأ العملية بتعبئة نموذج التقديم الإلكتروني الذي يتيح للطالب إدخال بياناته الأساسية وتوضيح رغبته في التخصص المطلوب. بعد ذلك، يجب إرفاق مجموعة من المستندات الأساسية مثل نسخة من شهادة الثانوية العامة أو كشف الدرجات، سيرة ذاتية قصيرة تسلط الضوء على الأنشطة والمشاريع أو الخبرات التطوعية، بالإضافة إلى خطاب تحفيزي يشرح فيه الطالب أسباب اختياره للتخصص ورؤيته المستقبلية.
كما يُفضل أن يدعم المتقدم طلبه بأدلة إضافية مثل شهادات حضور ورش عمل أو مؤتمرات، مما يعكس مدى جديته واهتمامه بالمجال. بعد استلام الطلبات، يتم تقييمها وفقًا لمجموعة من المعايير، أهمها الأداء الأكاديمي، وجودة الأنشطة السابقة، ومستوى الحماس والدافع الذي يظهر من خلال الخطاب التحفيزي. وأخيرًا، يخضع الطلاب المختارون لمقابلة شخصية تُعد الخطوة الحاسمة، حيث يتم التحقق من جدية الطالب وشغفه الحقيقي، وقدرته على الاستفادة من الفرصة.
الموعد النهائي لتقديم الطلبات محدد في 10 سبتمبر 2025، وهو ما يضع أمام الطلاب الطموحين فرصة ذهبية للاستعداد بشكل جيد وتقديم ملف متكامل يبرز شخصيتهم وأحلامهم.
الخاتمة
إن منحة محمد فاروق للتميز الأكاديمي ليست مجرد دعم مالي، بل هي رؤية متكاملة تستهدف بناء قادة المستقبل. فهي تمنح الطالب تعليمًا عالميًا من خلال جامعة مرموقة، وتفتح أمامه أبوابًا للتواصل مع خبراء ورواد أعمال، وتدعمه في مساره الأكاديمي والمهني بخطوات عملية. إنها بالفعل فرصة نادرة لكل من يحمل حلمًا كبيرًا، ويؤمن بأن التعليم هو السلاح الأقوى لتحقيق التغيير. وبفضل هذه المنحة، قد ينطلق جيل جديد من الشباب المصري والعربي، مزود بالعلم والشغف والإصرار، ليكونوا صُنّاع الغد الأفضل.
رابط التقديم ع المنحة
لتوجه للتقديم على المنحة يرجى الضغط هنا