في خطوة استراتيجية تهدف إلى تمكين الشباب المصري من مواكبة متطلبات سوق العمل المتغير، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مبادرة وطنية رائدة بعنوان "كُن مستعدًا - Be Ready!!". تأتي هذه المبادرة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية (ILO) والوكالة البريطانية للتنمية الدولية (UK AID)، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أعلن عنها الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
تُعد مبادرة "كُن مستعدًا" ترجمة عملية لاتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين وزارة التعليم العالي ومنظمة العمل الدولية، بهدف إطلاق برنامج "التعليم العالي للإرشاد المهني من أجل التوظيف" بتمويل مقدم من الحكومة البريطانية. وتهدف هذه المبادرة إلى إعداد خريجي الجامعات والطلاب لسوق العمل، من خلال التدريب العملي، وتطوير المهارات، والإرشاد المهني، وهو ما يُعد عنصرًا محوريًا في تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
**تأهيل مهني متكامل لتلبية متطلبات السوق**
أكد الدكتور أيمن عاشور أن المبادرة تمثل جزءًا من التوجه العام لاستراتيجية الوزارة، والتي تركز على دعم المسار المهني للطلاب والخريجين. إذ تتبنى الوزارة مدخلًا إقليميًا لفهم الأنشطة الاقتصادية في مختلف مناطق الجمهورية، ودمج مفاهيم التنمية الشاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما يتكامل مع أدوار الجامعات كجامعات من الجيل الرابع. وتُشجع الاستراتيجية على ربط التعليم العالي بسوق العمل، عبر الابتكار وريادة الأعمال، والتكامل بين المسارات الأكاديمية والمهنية، من خلال برامج دراسية متطورة وشهادات تؤهل الطلاب للمنافسة في سوق العمل.
**توجيه مهني وتنمية المهارات**
من جانبه، أوضح الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، أن المبادرة تهدف بشكل رئيسي إلى تنمية مهارات الطلاب والخريجين، وتوفير بيئة داعمة تسهم في تأهيلهم للحصول على وظائف لائقة تلبي متطلبات السوق المحلي والإقليمي والدولي. وأضاف أن من بين أهداف المبادرة تطوير منصات للخدمات المهنية والوظيفية، وتقديم الإرشاد المهني الذي يساعد الشباب على تحديد المسار الأنسب لمهاراتهم واهتماماتهم.
وتسعى المبادرة إلى ربط مخرجات التعليم العالي بمؤهلات الخريجين بما يتناسب مع احتياجات رجال الصناعة والقطاعات الاقتصادية المختلفة، سواء كانت حكومية أو خاصة أو دولية. ويُعد هذا الربط بين التعليم وسوق العمل أمرًا حيويًا لضمان إعداد جيل قادر على قيادة المستقبل، بما يتماشى مع التوجهات الحديثة في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي والابتكار.
**أهداف كمية وطموحة قبل نهاية العام**
وضعت المبادرة أهدافًا واضحة وطموحة للتنفيذ خلال الفترة القصيرة المقبلة، حيث تستهدف تدريب أكثر من 2000 شاب وشابة من مختلف الجامعات المصرية، مع توفير ما لا يقل عن 1000 وظيفة لائقة بحلول نهاية العام الجاري، وذلك بتمويل مباشر من برنامج المعونة البريطانية UK AID. ويُعد هذا التمويل دعمًا قويًا للمبادرة، ويوفر بيئة مناسبة لتنفيذ الأنشطة التدريبية، وخلق فرص العمل المناسبة وفق احتياجات السوق.
**دور المبادرة في دعم الاقتصاد الوطني**
تلعب المبادرة دورًا مهمًا في دعم النمو الاقتصادي الشامل، حيث تسهم في رفع كفاءة العنصر البشري، وتمكين الشباب من أدوات المنافسة في سوق العمل، ما يؤدي إلى تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل الفعلية. ويُتوقع أن يكون لهذه المبادرة أثر مستدام على المدى البعيد، خاصة إذا ما تم توسيع نطاقها وتكرار التجربة في مجالات وتخصصات أخرى.
الحصول علي المبادرة
مبادرة "كُن مستعدًا" ليست مجرد مشروع تدريبي، بل هي رؤية متكاملة نحو مستقبل أفضل للتعليم والعمل في مصر. فهي تُعزز من دور الجامعات في إعداد الكوادر المؤهلة، وتُساهم في خلق فرص عمل حقيقية، وتُعيد رسم العلاقة بين التعليم وسوق العمل على أسس جديدة تقوم على الابتكار والتخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة. إنها خطوة مهمة نحو تمكين شباب مصر من قيادة التغيير وصناعة مستقبلهم بأيديهم. للحصول علي المبادرة اضغط هنا الآن