في 3 يوليو 2025، تلقّى عالم كرة القدم صدمةً كبيرةً: رحيل النجم البرتغالي لاعب ليفربول، ديوغو جوتا، في حادث سير مأساوي بأسبانيا، رفقة شقيقه أندريه سيلفا. في هذا المقال، نلقي الضوء على الأحداث، مسيرة الراحل، ردود الفعل العالمية، والتداعيات المؤثرة التي خلّفها هذا الخبر.
🚨 تفاصيل الحادث المأساوي
وفق ما أوردته شرطة الحرس المدني الإسباني، وقع الحادث حوالي الساعة 00:30 فجر يوم 3 تموز 2025، على الطريق السريع A-52 قرب بلدة Cernadilla في مقاطعة زامورا شمال غرب أسبانيا، بعد انفجار إطار أثناء عملية تجاوز بسيارة “لامبورغيني أوروس” كانت تقل جوتا (28 عاماً) وشقيقه أندريه (25 عاماً)، ما أدى إلى انقلاب السيارة واحتراقها، وعدم نجاة أي منهما من الحادث على الفور .
النجم الراحل - مسيرة حافلة وقصص نجاح
ولد ديوغو خوسيه تيسيرا دا سيلفا في 4 ديسمبر 1996 بمدينة بورتو البرتغالية، وبدأ مشواره مع أندية شباب مثل Gondomar وPaços de Ferreira . انتقل بعد ذلك إلى أتلتيكو مدريد (2016) ثم أمضى فترة إعارة في بورتو، قبل أن ينضم إلى وولفرهامبتون في 2017، حيث تألق وأثبت نفسه، ليخطف أنظار ليفربول الذي ضمه في 2020 مقابل حوالي 41 مليون جنيه إسترليني .
خلال خمس سنوات، خاض جوتا 182 مباراة مع “الريدز”، سجل خلالها 65 هدفاً، وساهم في تحطيم رقم البطولة المحلية في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024–2025، إلى جانب فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة .
على المستوى الدولي، ارتدى قميص المنتخب البرتغالي 49 مرة، مسجلاً 14 هدفاً، وفاز بلقب دوري الأمم الأوروبية في يونيو 2025 .
أما شقيقه أندريه فيليبي تيسيرا دا سيلفا (مواليد أبريل 2000)، فقد تابع شغف العائلة بكرة القدم، ولعب كلاعب وسط هجومي في صفوف Penafiel بالدوري البرتغالي الدرجة الثانية، بعد بدايات في فرق شباب بورتو وGondomar .
الصدمة وردود الفعل العاطفية
أحدث خبر وفاة جوتا وأندريه دوياً في أوساط كرة القدم حول العالم:
-
ليفربول وصف الحادث بأنه خبر "مدمّر" وطلب احترام خصوصية أسرتيهما .
-
المدرب يورغن كلوب كتب:
“دييغو كان ليس فقط لاعباً رائعاً، بل صديقاُ حميماً، وزوجاً وأباً محباً! سنفتقدك كثيراً!” .
-
كريستيانو رونالدو صديق منذ الملاعب الدولية، عبّر عن استيعابه الصدمة قائلاً:
“لا معنى لهذا… كنا للتو في المنتخب، تزوجت لتوّك. أرسل تعازيّ لعائلته… سنفتقدكما.” .
-
ألكساندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال:
“إنها مأساة أن تُفقد حياة مليئة بالحيوية والإمكانات مبكراً… RIP دييغو.” .
-
ردود حزن مشابهة صدرت من أندية مثل بورتو، مانشستر سيتي، أرسنال، وجماهير ليفربول الذين وضعوا الزهور والوشاحات أمام ملعب أنفيلد .
مراسم التضامن والتكريم
قامت الاتحاد البرتغالي بطلب دقيقة صمت قبل مباراة في بطولة أوروبا للسيدات بين إسبانيا والبرتغال، تأكيداً على العمق الذي تركته هذه الخسارة .
في زامورا بإسبانيا، أُغلقت الأجزاء من الطريق السريع A‑52 أثناء التحقيق، وأُجريت تشريح للجثث لتحديد التفاصيل الدقيقة للواقعة .
الإرث والذكرى الدائمة
رحيل ديوغو جوتا ترك فراغاً واسعا في ميدان كرة القدم: لاعب يجمع بين الرشاقة، السرعة، وحس التهديف. ارتبط بالعمل الجاد داخل وخارج الملعب، كما ظُرِفَ كشخص محبوب في المجتمع، زوج محب وأب لثلاثة أطفال .
أما شقيقه الأصغر أندريه، فخلال سنواته القصيرة، لمع نجمه كإضافة واعدة في صفوف Penafiel، وترك بصمة خاصة بين زملائه.
ستُخلد ذكرى الاثنين في سجل كرة القدم، بلا شك، من خلال تكريم رسمي في استئناف الموسم، وربما بنصب تذكاري لذكرى عائلةٍ أفنت حياتها في سبيل الكرة.
في ختام هذا المقال المؤلم، نقف أمام حقيقةٍ برزت بوضوح: الحياة رحيمة ولا تُعطي ضماناً لزمن. ديوغو جوتا، نجم توّج بلقب الدوري الإنجليزي، وتوج بلقب دوري الأمم مع منتخب البرتغال، اختُطف من العالم في لحظةٍ مأساوية. نسأل الله أن يرتاح ضميرهما ويمنح ذويهما الصبر. يجدر بنا، كمحبين لكرة القدم، أن نتذكرهما دائمًا، ليس بما حققاه فقط، بل برسالتهما في الحياة: الالتزام، العطاء، والأخلاق العالية.
في وداعٍ مؤلم، نردد جميعاً: ارقدا بسلام يا دييغو ويا أندريه.